القلم والحياة
<iframe src="//www.facebook.com/plugins/follow?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fprofile.php%3Fid%3D100002787173927&layout=standard&show_faces=true&colorscheme=light&width=450&height=80" scrolling="no" frameborder="0" style="border:none; overflow:hidden; width:450px; height:80px;" allowTransparency="true"></iframe>
القلم والحياة
<iframe src="//www.facebook.com/plugins/follow?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fprofile.php%3Fid%3D100002787173927&layout=standard&show_faces=true&colorscheme=light&width=450&height=80" scrolling="no" frameborder="0" style="border:none; overflow:hidden; width:450px; height:80px;" allowTransparency="true"></iframe>
القلم والحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القلم والحياة

اساس التعليم فى مصر للأستاذ محمود صابر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مرحلة البلوغ عند المصابين بالتوحد وكيفية التعامل معها
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة مايو 29, 2015 9:42 pm من طرف الاستاذ محمود

» برنامج المهارات الحياتية والاجتماعية والذاتية لطف التوحد
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة مايو 29, 2015 9:11 pm من طرف الاستاذ محمود

» النوم المرعب الكابوووووس
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 09, 2013 12:15 am من طرف الاستاذ محمود

» ام السعد وتلاوتها للقرءان الكريم
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 27, 2013 5:52 pm من طرف الاستاذ محمود

» أعظم الرجال الذين عرفتهم البشرية!
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 24, 2013 3:10 pm من طرف القلب الطيب

» اكلات رمضانية متنوعة
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 24, 2013 3:02 pm من طرف وحيده

» مخبوزات تركية
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 24, 2013 3:01 pm من طرف وحيده

» كيف اتعامل مع الكفيف
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالإثنين يوليو 22, 2013 5:55 pm من طرف بوسى

» وجاءت سكرات الموت لياسر الدسري
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالإثنين يوليو 22, 2013 5:46 pm من طرف بوسى

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الاستاذ محمود
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
ميرو
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
دكتور محمد
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
تسبيحه
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
zouzou
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
المحبة لله
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
اسلام سامى
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
بنت عسولة
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
دلوعة القمر
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
وحيده
 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_rcap خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_voting_bar خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_vote_lcap 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط القلم والحياة على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط القلم والحياة على موقع حفض الصفحات
تصويت
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

  خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الاستاذ محمود
Admin
الاستاذ محمود


عدد المساهمات : 1548
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
العمر : 56
الموقع : القلم والحياة

 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم    خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد يوليو 18, 2010 6:44 pm

خطبة الوداع 10 هجرية

ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشراً أنه "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم.




وقف عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة في عرفة، وخطب في الناس خطبة عظيمة بليغة بين فيها الحقوق والحرمات، ووضع فيها مآثر الجاهلية تحت قدميه، وأوصى بالنساء، ودل الناس على سبيل العصمة من الضلال، ثم أشهدهم على بلاغه فشهدوا في ذلك الجمع العظيم شهادة ما اجتمع حشد مثله يشهدون على مثل ما شهدوا عليه، فقال عليه الصلاة والسلام في تلك الجموع العظيمة: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم مالن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم أشهد، اللهم أشهد، ثلاث مرات"(5).
وهذه الخطبة فيها من المعاني شيء عظيم، وقد جمعت الأصول التي فيها صلاح الناس في معاشهم ومعادهم، ومن ذلك:
1- تحريم الدماء والأموال، وجعل حرمتها كحرمة الشهر الحرام، والبلد الحرام، ويوم عرفة.
2- إلغاء شعائر الجاهلية وشعاراتها.
3- إبطال الثارات التي كانت بين القبائل في جاهليتهم.
4- وضع الربا الذي كان منتشراً بينهم، وأول ربا وضعه ربا عمه العباس }؛ وذلك ليكون قدوة في هذا الشأن يبدأ بنفسه وآله في تنفيذ الأوامر الربانية، فإن ذلك أدعى لقبول الناس، وتلك هي طريقة الأنبياء عليه السلام كما قال شعيب عليه السلام: وما أريد أن أخالفكم إلى" ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ( 88 ) {هود: 88}.
5- الوصية بالنساء وبيان مالهن من الحقوق، وما عليهن من الواجبات، وكيفية التعامل مع الناشز منهن.
6- الوصية بكتاب الله عز وجل ولزوم التمسك به، ومن لوازم التمسك بالكتاب: العمل بسنة النبي {؛ لأن الله تعالى في القرآن قد أحال على السنة في آيات كثيرة منها:
أ- قول الله تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى" فما أرسلناك عليهم حفيظا 80 {النساء: 80}.
ب - قوله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم 31 {آل عمران: 31}.
ج - قوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى" يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما 65 {النساء: 65}.
د - قوله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب 7 {الحشر: 7}.
الشرح والمعاني:(6)
قوله: "كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" معناه: متأكد التحريم شديده، والمعنى: يحرم تعرضكم لبعضكم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
قوله: "كحرمة يومكم هذا": يعني تعرض بعضكم دماء بعض وأمواله وأعراضه في غير هذه الأيام كحرمة التعرض لها في هذا اليوم.
وإنما شبه حرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة يوم النحر والشهر الحرام والبلد الحرام؛ لأنهم كانوا لا يرون استباحة تلك الأشياء، وانتهاك حرمتها بحال(7).
"تحت قدمي" إشارة إلى إبطاله، كأنه يقول: إن كل شيء فعله أحدكم من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، أي: كالشيء الموضوع تحت القدم، والمعنى: عفوت عن كل شيء فعله رجل قبل الإسلام حتى صار كالشيء الموضوع تحت القدم.
قال النووي: في هذه الجملة إبطال أفعال الجاهلية وبيوعها التي لم يتصل به قبض، وأنه لا قصاص في قتلها، وأن الإمام وغيره ممن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر ينبغي أن يبدأ بنفسه وأهله فهو أقرب إلى قبول قوله، وإلى طيب نفس من قرب عهده بالإسلام.
قوله: "ودماء الجاهلية موضوعة" أي: متروكة لا قصاص، ولا دية، ولا كفارة، أعادها للاهتمام أو ليبني عليه ما بعده من الكلام.
قوله: "وأول دم أضعه" أي: أتركه، دماؤنا المستحقة لنا أهل الإسلام، أو دماء أقاربنا؛ ولذا قال الطيبي: ابتدأ في وضع القتل والدماء بأهل بيته وأقاربه ليكون أمكن في قلوب السامعين، وأسدَّ لباب الطمع بترخص فيه.
"دم ابن الحارث" هو ابن عبدالمطلب كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، قال الزبير بن بكار: كان طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر.
قوله: "وربا الجاهلية موضوع" يريد أموالهم المغصوبة والمنهوبة وإنما خص الربا تأكيداً؛ لأنه في الجملة معقول في صورة مشروع، وليرتب عليه قوله: "وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب فهو موضوع كله" معناه: الزائد على رأس المال كما قال الله تعالى: وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم 279 {البقرة: 279}، فوضع الربا معناه: وضع الزيادة، والمراد بالوضع: الرد والإبطال.
قوله {: "فاتقوا النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله" فيه الحث على مراعاة حق النساء والوصية بهن ومعاشرتهن بالمعروف، وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بهن، وبيان حقوقهن، والتحذير من التقصير في ذلك.
وقوله {: "أخذتموهن بأمان الله" هكذا هو في كثير من الأصول، وفي بعضها "بأمانة الله".
قوله {: "واستحللتم فروجهن بكلمة الله" قيل: معناه قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان 229 {البقرة: 229}.
وقيل: المراد كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله { إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم.
وقيل: المراد باباحة الله والكلمة قوله تعالى: فانكحوا ما طاب لكم من النساء 3 {النساء: 3} وهذا الثالث رجحه النووي، وبالأول قال الخطابي والهروي وغيرهما.
وقيل: المراد بالكلمة: الإيجاب والقبول، ومعناه على هذا: بالكلمة التي أمر الله تعالى بها.
قوله {: "ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح" قال المازري: قيل: المراد بذلك أن لا يستخلين بالرجال ولم يرد زناها؛ لأن ذلك يوجب جلدها؛ ولأن ذلك حرام مع من يكرهه الزوج ومن لا يكرهه، وقال القاضي عياض: كانت عادة العرب حديث الرجال مع النساء ولم يكن ذلك عيباً ولا ريبة عندهم، فلما نزلت آية الحجاب نهوا عن ذلك".
قال النووي: "والمختار أن معناه: أن لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم، والجلوس في منازلكم، سواء كان المأذون له رجلاً أجنبياً أو امرأة، أو أحداً من محارم الزوجة؛ فالنهي يتناول جميع ذلك، وهذا حكم المسألة عند الفقهاء: أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل، أو امرأة، ولا محرم، ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت، أو ظنت أن الزوج لا يكرهه؛ لأن الأصل تحريم دخول منزل الإنسان حتى يوجد الإذن في ذلك منه، أو ممن أذن له في الإذن في ذلك، أو عرف رضاه باطراد العرف بذلك ونحوه، ومتى حصل الشك في الرضا ولم يترجح شيء ولا وجدت قرينة لا يحل الدخول ولا الإذن، والله أعلم" وما ذكره النووي كلام محرر متين.
وأما الضرب المبرح فهو الضرب الشديد الشاق، ومعناه: اضربوهن ضرباً ليس بشديد ولا شاق، والبرح المشقة، وفي هذا الحديث: إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، وذلك ثابت بنص القرآن فلا يلتفت إلى تخرصات المنافقين من دعاة تحرير المرأة وغيرهم في ردهم ذلك، والطعن فيه، على أن أكارم الرجال لا يضربون النساء، وقد جاء النهي عن ضرب المرأة ضرب العبد ثم مضاجعتها آخر النهار.
قوله {: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها وذلك ثابت بالإجماع.
قوله: "وأنتم مسؤولون عني" أي: عن تبليغي وعدمه، فما أنتم قائلون في حقي؟
قولهم: "قد بلغت" أي: الرسالة "وأديت" أي: الأمانة "ونصحت" أي: الأمة.
قوله: "اللهم أشهد" أي: على عبادك بأنهم قد أقروا بأني قد بلغت، أو المعنى: اللهم أشهد أنت؛ إذ كفى بك شهيداً.
قوله: "فقال بأصبعه السبابة يرفعه إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم أشهد" قال النووي: "هكذا ضبطناه: ينكتها، وقيل: صوابه ينكبها بباء موحدة... ومعناه يقلبها ويرددها إلى الناس مشيراً إليهم، ومنه نكب كنانته إذا قلبها هذا كلام القاضي عياض".
وقال القرطبي: "روايتي وتقييدي على من اعتمده من الأئمة المفيدين بضم الياء وفتح النون وكسر الكاف المشددة وضم الباء الموحدة (يُنَكِّبُها) أي: يعدلها إلى الناس، وروي ينكتها بتاء باثنتين وهي أبعدها".
وقال في عون المعبود: "يشير بها إلى الناس كالذي يضرب بها الأرض، والنكت ضرب الأنامل إلى الأرض، وفي بعض النسخ بالموحدة وفي النهاية: بالباء الموحدة: أي، يميلها إليهم، يريد بذلك أن يشهد الله عليهم".
خطبته يوم النحر:
خطب عليه الصلاة والسلام خطبة عظيمة بليغة يوم النحر؛ كما جاء ذلك في أحاديث عدة منها:
1- حديث أبي بكرة } عن النبي { قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة أثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، أيُّ شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى، قال: أيُّ بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس البلدة؟ قلنا: بلى، قال: فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى، قال: فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلال يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه - وكان محمد إذا ذكره قال: صدق النبي { ثم قال: ألا هل بلغت ألا هل بلغت"(Cool.
2- حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله { في حجة الوداع: "ألا، أيُّ شهر تعلمونه أعظم حرمة؟ قالوا: ألا، شهرنا هذا، قال: ألا، أي بلد تعلمونه أعظم حرمة؟ قالوا: ألا بلدنا هذا، قال: ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة؟ قالوا: ألا، يومنا هذا، قال: فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟ ثلاثاً، كل ذلك يجيبونه: ألا، نعم، قال: ويحكم أو ويلكم، لا ترجعنَّ بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"(9).
3- حديث جابر } قال: خطبنا رسول الله { يوم النحر فقال: "أي يوم أعظم حرمة؟ فقالوا: يومنا هذا، قال: فأي شهر أعظم حرمة؟ قالوا: شهرنا هذا، قال: أي بلد أعظم حرمة؟ قالو: بلدنا هذا، قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم أشهد"(10).
4- حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله { يقول في حجة الوداع للناس: "أي يوم هذا؟ قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده، ألا وإن الشيطان قد أيس من أن يُعبد في بلادكم هذه أبداً، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به"(11).
وفي رواية: "ألا إن المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه"(12).
5- حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله { يخطب في حجة الوداع فقال: "اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم"(13).
وباستعراض الأحاديث السابقة نجد أن هذه الخطبة العظيمة حوت من المعاني ما يلي:
1- تحريم الأشهر الحرم، وبيان عظمه يوم النحر، وحرمة مكة.
2- بيان أن الدماء والأموال والأعراض محرمة كما حرمت الأشهر الحرم ويوم النحر والبلد الحرام.
3- النهي عن الاختلاف والافتراق الذي ينشأ عنه التهارج والاقتتال.
4- بيان أن كل إنسان يؤخذ بذنبه، ويتحمل تبعات عمله، ولا يؤخذ غيره بذلك؛ خلافاً لما كان يفعله أهل الجاهلية من تحميل الأسرة أو القرابة أو القبيلة جريرة واحد من أفرادها.
5- التحذير من طاعة الشيطان فيما يُحتقر من الأعمال صغيرها وكبيرها.
6- التأكيد على الأخوة في الدين، وعدم استحلال المسلم لأخيه المسلم في نفسه أو ماله أو عرضه.
7- الوصية بالتقوى، والصلوات الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وطاعة ولاة الأمر، وبيان أن ثواب ذلك الجنة.
8- الأمر بحمل العلم وتبليغه لمن لم يحضره؛ فقد يكون أفقه ممن حضره.
9- سؤالهم هل بلغ رسالة ربه إليهم، وإشهاد الله تعالى على إقرارهم له بالبلاغ.
الشرح والمعاني:(14)
قوله: "يوم حرام" أي يحرم فيه القتال، وكذلك الشهر، وكذلك البلد.
قوله {: "أي يوم هذا؟" سأل عنه وهو عالم به؛ لتكون الخطبة أوقع في قلوبهم وأثبت.
وقولهم: "الله ورسوله أعلم" هذا من حسن الأدب في الجواب للأكابر، والاعتراف بالجهل، ولعلهم قالوا ذلك لأنهم ظنوا أنه سيسميه بغير اسمه.
قوله {: "لا ترجعوا بعدي كفاراً، قال القاضي عياض: معناه بعد فراقي من موقفي هذا، وكان هذا يوم النحر بمنى في حجة الوداع، أو يكون: بعدي، أي: خلافي أي: لا تخلفوني في أنفسكم بغير الذي أمرتكم به، أو يكون تحقق { أن هذا لا يكون في حياته فنهاهم عنه بعد مماته.
وجملة ما في قوله {: "لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" من الأقوال ثمانية:
أحدها: قول الخوارج، إنه على ظاهره.
ثانيها: هو في المستحلين.
ثالثها: المعنى كفاراً بحرمة الدماء، وحرمة المسلمين، وحقوق الدين.
رابعها: تفعلون فعل الكفار في قتل بعضهم بعضاً.
خامسها: لابسين السلاح، يقال: كفر درعه إذا لبس فوقها ثوباً.
سادسها: كفاراً بنعمة الله تعالى.
سابعها: المراد الزجر عن الفعل، وليس ظاهره مراداً.
ثامنها: لا يكفر بعضكم بعضاً كأن يقول أحد الفريقين للآخر: يا كافر، فيكفر أحدهما.
ورجح النووي الرابع.
وقوله: "ثم رفع رأسه، زاد الإسماعيلي من هذا الوجه: إلى السماء.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته يريد بذلك الكلام الأخير، وهو قوله { فليبلغ الشاهد الغائب" إلى آخر الحديث.
فائدة:
قال ابن بطال رحمه الله تعالى: "في الحديث من الفوائد أن الانصات للعلماء لازم للمتعلمين؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء... وذلك أن الخطبة المذكورة كانت في حجة الوداع، والجمع كثير جداً، وكان اجتماعهم لرمي الجمار وغير ذلك من أمور الحج وقد قال لهم، خذوا عني مناسككم...
فلما خطبهم ليعلمهم ناسب أن يأمرهم بالإنصات، وقد وقع التفريق بين الانصات والاستماع في قوله تعالى: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون 204 {الأعراف: 204} ومعناهما مختلف؛ فالإنصات هو السكوت وهو يحصل ممن يستمع وممن لا يستمع كأن يكون مفكراً في أمر آخر، وكذلك الاستماع قد يكون مع السكوت، وقد يكون مع النطق بكلام آخر لا يشتغل الناطق به عن فهم ما يقول الذي يستمع منه.
قال سفيان الثوري: "أول العلم الاستماع ثم الانصات ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر".
وعن الأصمعي تقديم الانصات على الاستماع.
وعن مطرف قال: "الانصات من العينين، فقال له ابن عيينة: وما ندري كيف ذلك؟ قال: إذا حدثت رجلاً فلم ينظر إليك لم يكن منصتاً" وهذا محمول على الغالب والله أعلم.
قوله {: "ألا لا يجني جان إلا على نفسه" ألا للتنبيه، والجناية الذنب والجرم، وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه العذاب أو القصاص في الدنيا والآخرة.
والمعنى: أن الإنسان لا يطالب بجناية غيره من أقاربه وأباعده، فإذا جنى أحدهما جناية لا يعاقب بها الآخر كقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى" 18 {فاطر: 18}.
قوله: "لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده" يحتمل أن يكون المراد النهي عن الجناية عليه؛ لاختصاصها بمزيد قبح، وأن يكون المراد تأكيد "لا يجني جان إلا على نفسه"، فإن عادة أهل الجاهلية جرت بأنهم يأخذون أقارب الشخص بجنايته، والحاصل أن هذا ظلم يؤدي إلى ظلم آخر.
والأظهر: أن هذا نفي فيوافق قوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى" 18 {فاطر: 18}، وإنما خص الولد والوالد لأنهما أقرب الأقارب، فإذا لم يؤاخذا بفعله فغيرهما أولى، وفي رواية: "لا يؤخذ الرجل بجريمة أبيه".
قوله: "ألا وإن الشيطان" وهو: إبليس الرئيس، أو الجنس الخسيس "قد أيس أن يعبد" قال القارئ: أي : من أن يطاع في عبادة غير الله تعالى؛ لأنه لم يعرف أنه عبده أحد من الكفار".
وقيل: معناه: إن الشيطان أيس أن يعود أحد من المؤمنين إلى عبادة الصنم، ولا يرد على هذا مثل أصحاب مسيلمة، ومانعي الزكاة، وغيرهم ممن ارتد؛ لأنهم لم يعبدوا الصنم.
ويحتمل معنى آخر: وهو أنه أشار عليه الصلاة والسلام إلى أن المصلين من أمته لا يجمعون بين الصلاة، وعبادة الشيطان؛ كما فعلته اليهود والنصارى.
ولك أن تقول: معنى الحديث: إن الشيطان أيس من أن يتبدل دين الإسلام، ويظهر الإشراك، ويستمر، ويصير الأمر كما كان من قبل، ولا ينافيه ارتداد من ارتد، بل لو عبدت الأصنام أيضاً لم يضر في المقصود، ولكن ستكون للشيطان طاعة فيما تحقرون من أعمالكم التي هي دون الكفر من القتل والنهب ونحوهما من الكبائر، وتحقير الصغائر، فسيرضى بالمحتقر؛ حيث لم يحصل له الذنب الأكبر؛ ولهذا ترى المعاصي من الكذب والخيانة ونحوهما توجد كثيراً في المسلمين، وقليلاً في الكافرين؛ لأنه قد رضي من الكفار بالكفر، فلا يوسوس لهم في الجزئيات، وحيث لا يقدر على المسلمين بالكفر فيرميهم في المعاصي.
قال الطيبي رحمه الله تعالى: قوله: "فيما تحتقرون" أي: مما يتهجس في خواطركم، وتتفوهون عن هناتكم، وصغائر ذنوبكم، فيؤدي ذلك إلى هيج الفتن والحروب، كقوله {: "إن الشيطان قد يئس من أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم"(15).
خطبة أيام التشريق:
خطب النبي { في أوسط أيام التشريق خطبة عظيمة دل عليها حديث سراء بنت نبهان رضي الله عنها قالت: "خطبنا رسول الله { يوم الرؤوس فقال: أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: أليس أوسط أيام التشريق؟ قال: أبو داود: وكذلك قال عم أبي حرة الرقاشي: إنه خطب أوسط أيام التشريق".
وفي لفظ أنه عليه الصلاة والسلام قال: "هل تدرون أي يوم هذا؟ قال: وهو اليوم الذي يدعون يوم الرؤوس قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا أوسط أيام التشريق، هل تدرون أي بلد هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا المشعر الحرام، ثم قال: إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا، ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتى تلقوا ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فليبلغ أدناكم أقصاكم، ألا هل بلغت، فلما قدمنا المدينة لم يلبث إلا قليلاً حتى مات"(16).
وقد تضمنت خطبته تلك ما يلي:
1- التأكيد على حرمة الدماء والأموال والأعراض؛ كحرمة أيام الحج وشهره وبلد الله الحرام. وهذا المعنى تكرر في خطبته بعرفة ويوم النحر؛ مما يدل على عظيم العناية به وأهميته.
ومن رأى ما وقع في الأمة عقبه عليه الصلاة والسلام من الاختلاف والفرقة التي أدت إلى الاقتتال بظهور الخوارج على عثمان وعلي رضي الله عنهما وما استتبع ذلك عبر القرون والدول علم أن النبي { نصح لأمته أشد النصح، وحذر الناس من ذلك أشد تحذير في آخر أيامه عليه الصلاة والسلام. وهذا من معجزاته عليه الصلاة والسلام: أن يحذر من هذا الأمر العظيم ثلاث مرات في حجته، ثم يقع عقبه؛ مما يدل على علمه بما سيؤول إليه حال أمته، أو أنه توقع حدوث ذلك، فكرره وأعاده؛ ولكن قدر الله تعالى نافذ، ومشيئته ماضية.
2- الإشارة إلى توديعهم بقوله عليه الصلاة والسلام: "لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا".
3- بيان أن الناس سيرجعون إلى ربهم، وسيسألون عن أعمالهم.
4- الأمر بتبليغ وصاياه من لم يحضرها من الناس.
الشرح والمعاني:
قوله: "الرؤوس" هو اليوم الثاني من أيام التشريق، سمي بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي.
قال الزمخشري: "أهل مكة يسمون يوم القر يوم الرؤوس؛ لأنهم يأكلون فيه رؤوس الأضاحي".
وأما يوم القر فهو اليوم الأول من أيام التشريق؛ لأن الناس يقرون في منى.
قال في عون المعبود: "وهذه هي الخطبة الثالثة بعد صلاة الظهر فعلها ليعلم الناس بها المبيت، والرمي في أيام التشريق وغير ذلك؛ مما بين أيديهم".
وقال ابن القصار: "إنما فعل ذلك من أجل تبليغ ما ذكره؛ لكثرة الجمع الذي اجتمع من أقاصي الدنيا"(17).
آية ومعجزة:
عن عبدالرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله { ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار"(18).
الشرح والمعاني:
قوله: "ففتحت أسماعنا" أي: اتسع سمع أسماعنا وقوي، من قولهم "قارورة فُتُح" أي: واسعة الرأس، قال الكسائي: ليس لها صمام وغلاف، وهكذا صارت أسماعهم لما سمعوا صوت النبي { وهذا من بركات صوته إذا سمعه المؤمن قوي سمعه، واتسع مسلكه حتى صار يسمع الصوت من الأماكن البعيدة، ويسمع الأصوات الخفية.
قوله: "ونحن في منازلنا" فيه دليل على أنهم لم يذهبوا لسماع الخطبة؛ بل وقفوا في رحالهم وهم يسمعونها، ولعل هذا فيمن له عذر منعه عن الحضور لاستماعها وهو اللائق بحال الصحابة رضي الله عنهم"(19).

اللهم انا نشهد بان عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم قد بلغ
اللهم جازيه عنا خير ما جزيت نبيا عن امته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msaber.ahlamontada.net
دكتور محمد
عضو نشط
دكتور محمد


عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 13/07/2010

 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم    خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد أغسطس 01, 2010 1:22 pm

صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mooon

mooon


عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 18/03/2012
العمر : 49

 خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم    خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:36 pm

جزاك الله خيرا استاذ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دعاء للرسول صلى الله عليه وسلم
» كيف دفن وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
» نص خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حول شهر رمضان المبارك
» وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
» اقوال الفلاسفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القلم والحياة :: الدين والحياة-
انتقل الى: