الاستاذ محمود Admin
عدد المساهمات : 1548 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 56 الموقع : القلم والحياة
| موضوع: رانيا صالح والاصرار الجمعة نوفمبر 26, 2010 7:35 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحقيقة و الخيال
مصر بخير ..ستشعر فورا بالمعنى الحقيقي لهذه العبارة بعيدا تماما عن كل الطنطناتبمجرد أن ترى ابتسامة ( رانيا ) وربيع الدنيا الذي يتراقص في عينيها وبين شفتيهامعلنا أنه دائم وباق الدهر كله لا لشيء إلا لأنه نابع من عيني (رانيا). وتعيشهأيضا عندما تتأمل قصة كفاح ونضال حقيقي عاشها عم صالح ( أبو رانيا ). مصر بخيرلأن عم صالح وابنته نبت أرض مصر ,هناك في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية , الحكايةبسيطة وربما تتكرر كل يوم , بل المؤكد أنها تحدث يوميا لأنها وببساطة حكاية مصرالتي تتجسد في كفاح عم صالح فكلاهما مصر وعم صالح يعيان تماما معنى الحياة ويحبنا لها , لذلك فقط هي باقية – أي مصر- بعم صالح وملايين غيره عاشوا وسيعيشون في هذه الأرض . الحكاية أن رانيا صالح محمد علي أبو هبه ولدت منذ 12 عاما ونصف مصابة بإعاقةذهنية " داون سندروم" المعروفة بالمنغولية , وكانت آخر العنقود في أسرة مكونة منستة أبناء وأم ربة منزل وأب كهربائي (على باب الله) بمدينة بلبيس الصغيرة . الأب كافح حتى أتم مهمة تعليم أبنائه الخمس وتزويجهم لكنه وبعد أن اعتقد أنهأنهى رسالته الاجتماعية رزق بآخر العنقود ( رانيا ) التي قال عنها (هي غلطة حمل لستنادما عليها , فبسببها صافحت رئيس الحكومة والوزراء وآخرين ,لم أكن أتصور وأناالكهربائي البسيط أن أمر إلى جانبهم ولو بالصدفة ). توقع عم صالح أن لا تكونمولود ته الجديدة بكامل عافيتها فقد جاءت في الوقت الضائع , فراقبها بوعي فطري منذالصغر حتى تأكد وهي بنت العامين تقريبا أنها معاقة وبعرضها على الأطباء عرف أنابنته من فئة (الداون). كل ما شغل الأب والأم هو الخوف من أن تخرج رانيا للعب خارجالمنزل ولا تعود , ففكر أن يطبع اسمها وعنوانها بالوشم على إحدى ذراعيها ولكنه خشيأن يسبب ذلك نوعا من الحرج لابنته عندما تكبر , فلجأ إلى كتابة بياناتها على (بادج) من القماش طرزه في كل ملابسها . وكان من المفترض أن تظل رانيا في بيتها حتىيحين وقت إلحاقها بإحدى مدارس التربية الفكرية لولا أن إحدى محال الانترنت افتتحتبجانب منزلها ,وكان على عم صالح أن يقوم بأعمال الكهرباء بالمحل قبل افتتاحه ,وأثناء ذلك اعتادت رانيا اصطحابه إلى المحل, وبعد افتتاحه اعتادت أيضا التردد عليهومراقبة الآخرين وهم يستخدمون الكمبيوتر . وبذكاء وحرص المصري البسيط لاحظ الأبصالح إصرار رانيا على الذهاب إلى محل الانترنت حتى في أوقات متأخرة من الليل , فقررمراقبتها ,ليفاجأ برانيا تجلس إلى إحدى أجهزة الكمبيوتر تستخدم لوحة المفاتيحوعيناها معلقتان بالشاشة فأسرع إلى (نزيه) صاحب المحل يسأله عما تصنعه رانيا , وهوالذي ظن أنها تكتفي بمشاهدة الرواد, فكانت إجابة (نزيه) بمثابة المفاجأة حيث قال: رانيا تلعب الجيمز بنفسها, بل وتقوم بتشغيل (الفوتوشوب),وهو ما اكتشفته بالصدفة عندصيانة الجهاز . وزاد إلحاح رانيا بالتردد على المحل, فرأى عم صالح أنه ربما يكون منالأفضل أن يقوم باقتناء جهاز كمبيوتر بالمنزل وبالفعل اشترى واحدا بالقسط لكنه وقعفي (حيص بيص) فكل ما يعرفه عن التكنولوجيا هو توصيل وإصلاح أسلاك الكهرباء , فلميحصل على أية شهادة علمية , وهنا انتبه لضرورة وجود مدرس متخصص في الكمبيوتر ليساعدرانيا , وحاول مرارا الحصول على هذا المدرس ولكن دون جدوى , فليس هناك مدرس مؤهللتعليم المعاقين ذهنيا طرق استخدام الحاسب الآلي سواء في مدارس التربية الفكرية أوخارجها , وهذه هي نفس النتيجة التي توصل إليها عم صالح حتى بعد أن كرمت رانيا فيمختلف المنتديات المحلية و الدولية . المهم أن عم صالح أدرك تماما أن لابنتهالمعاقة مستقبل ما قد لا يعرف عنه شيء لكن من المؤكد أنه موجود. ومن أجل هذا الأملفي ذلك المستقبل قرر عم صالح أن يتعلم هو كل ما يستطيع أن يتعلمه عن هذا الجهازالأصم القابع في بيته والذي يسكن فيه مستقبل رانيا. فراح يتردد على دوراتالكمبيوتر ويقتطع من قوت يومه ليدفع ثمنها ليعود بما تعلم ليعلمه لرانيا ومع الوقتأجاد قدرا لا بأس به من علوم وفنون الكمبيوتر , وصارت برامج الحاسب الآلي هي اللغةالمشتركة بينه وبين رانيا وواصل معها لسنوات حتى تفوقت على أستاذها الأب وصارتقادرة على تصميم برامج (الفوتوشوب) و(البوربوينت) بل وصممت برنامجا خاصا بتعليمالأطفال حروف الهجاء باللغتين العربية والانجليزية , وآخر خاص بتعريف الأطفالبالأرقام وعالم الحيوانات . لم يكتف عم صالح بما وصلت إليه رانيا وظل هاجس عدمخبرته الكافية وربما قدرته على استيعاب كل شيء عن الكمبيوتر خصوصا وأنه شرع فيتعلمه عشوائيا في سن الخمسين فسعى إلى إلحاق رانيا بمدرسة التربية الفكرية ببلبيسأملا في أن تجد معمل كمبيوتر مجهز لاستقبالها هي وأقرانها ولكن الروتينوالبيروقراطية التقليدية حالت بين رانيا ومعمل الكمبيوتر , فالمسئول عنه بالمدرسةكان يخشى أن يتسبب عبث الأطفال بالأجهزة في تلفها وهي في نهاية الأمر (عهدهميري). وحاول عم صالح دون جدوى إقناع المسئولين ببلبيس أن رانيا عبقرية مصريةفريدة ربما في العالم بأسره ,لكن أحدا لم يلتفت إليها حتى بعد أن حمل جهازالكمبيوتر ووضعه بحوش المدرسة وقامت رانيا بتشغيله وإدارة برامجه أمام أعين الجميع . ولأنه مصري يعيد سيرة جده الفلاح الفصيح وباني الأهرامات تمسك بالأمل وانطلقدونما تردد إلى وزارة التربية والتعليم , وهناك التقى السيدة سوزان مرزوق مدير عامالإدارة العامة للكمبيوتر التعليمي , , والأستاذ فاروق الجمل مدير الإدارة ,والعميد أسامةالسيد رئيس قسم المشروعات بمركز التطوير التكنولوجي وعرض عليهم قصة رانيا وعلىالفور انتبهوا إلى هذه العبقرية المصرية , وخاطبوا المسئولين بمحافظة الشرقيةلرعايتها ,فألحقت بمدرسة البنات الثانوية الجديدة لتدرس مع طلبة الثانوية العامةمنهج الكمبيوتر المقرر.. فتفوقت وأثبتت جدارتها وهو ما دفع الأستاذة سوزان مرزوق والعميدأسامة السيد إلى ترشيحها للمشاركة في مسابقات المبرمج الصغير التي تنافست فيها معأصحاء من بينهم مدرسين وموجهين في مادة الكمبيوتر وحازت المركز الأول, فكرمهاالدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم وأهداها جهاز كمبيوتر. وبعد ذلكرشحتها الإدارة العامة للكمبيوتر التعليمي لتمثل مصر في مؤتمر منظمة الصحة العالميةلتبادل الخبرات الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة لتلفت هناك أنظار العالم. وتكررالتكريم في مسابقات ومؤتمرات أخرى حضرها وزير الاتصالات الدكتور طارق كامل ووزير التعليمالعالي والبحث العلمي الدكتور هاني هلال , ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (اليكسونج) وكان ذلك نهاية العام الماضي في مؤتمر المتابعة المصري الثاني بالقرية الذكية . وكانت آخر جولات رانيا مع الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء الذي استوقفه إبداعرانيا في مهرجان تكريم المتفوقين في علوم الحاسب الآلي ووعد والدها عم صالح بالعملجديا من أجل إدراج اسم رانيا صالح في موسوعة(جينيس)للأرقام العالمية. المؤكد أنتكريم رانيا على هذا النحو يعكس وعي المسئولين بالحكومة بما أنجزته رانيا, لكنالمؤكد أن هذه ليست هي نهاية الحكاية , فرانيا نجحت بالفعل في تصميم برنامج لرياضالأطفال صالح للتدريس وجدير بأن تتبناه وزارة التربية والتعليم ,وان احتاج بعضالتعديل على أن يكون ذلك في مقابل مادي لصالح رانيا, وهذا من حقها بالفعل كأي مصممبرامج. أيضا تحتاج رانيا لبرنامج تعليمي خاص يساعد على تطوير إمكانيتها ونضجعبقريتها وليس أقل من أن تمنح منحة دراسية في الداخل أو الخارج, فقد صنع والدهاإحدى معجزات هذه الحياة ومن الظلم لأنفسنا ولمصر أن نهدرها. رانيا تحتاج أيضامعاشا خاصا يؤمن حياتها ودعما ماديا ومعنويا لمشروعها الذي بدأ والدها في التأسيسله وهو مشروع تعليم المعاقين ذهنيا لغة الكمبيوتر. خصوصا أنه قام بتوفير مكان ملائملهذا المشروع ببلبيس وينقصه الدعم المادي التكنولوجي وذلك أكرم لرانيا ووالدها الذيأنفق كل ما يملك وهو الكهربائي البسيط .
حلم أخير لرانيا وهو مقابلة سيدة مصرالأولى السيدة سوزان مبارك. | |
|
احمد ابراهيم
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 24/11/2010
| موضوع: رد: رانيا صالح والاصرار الجمعة نوفمبر 26, 2010 9:43 pm | |
| جزاك الله كل خير عن نشر اموضوع سبحان الله و ان هذه الفتاه في بلد اخري كنجلتر تحديداكان ها شن اخر | |
|