أدركتم ماذا تبقى فى حياتكم من دقائق فى تلك الساعة وهلا عجلتم لتدارك أخطائكم وإصلاح شأنكم فى الثوانى الباقية من أعماركم (وما تبقى لا يزيد عن ثوان فى الحساب الحقيقي)
ومن حسن الحظ إننا مازلنا جميعا إحياء نسعى ونروح ونغدو فى تلك الأيام والشهور والسنين التى هى أشبه بالوهم وإننا يمكن أن نتدارك الأمر ونفيق من الغفلة وما نقوله للفرد منا نقوله للأمم نقوله لإسرائيل – كمثال – وتحكم بالمكر والظلم والقوة الأمريكية والقنابل الذرية لمدة ثلاث ثوان نعم هى ثلاث ثوان فى المقدار الباقى من الساعة ومن عمر التاريخ الممتد وهما وخيالا والذى يبدو فى أعييننا كأنه الأمر بطرح الغرور وخلع رداء الكبر والاستعلاء السعى إلى السلام بنية صادقة
أهل الكهف الذى لبثوا نياما فى كهفهم ثلاثمائة قالوا حينما تيقظوا من رقدتهم للسائل الذى سأل ..كم لبثتم .قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم والذى أماته الله مائة عام ثم بعثه قال نفس الجواب يوما أو بعض يوم
( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة) (55. الروم) هكذا يحكى القرآن عن المجرمين وما قدروه للزمن الذى عاشوه فى الدنيا والذى لبثوه فى رقدة القبر انه كان مجرد ساعة.
ويقول الله عز وجل لرسوله عن الكافرين ناصحا له ومطمئنا.
(ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)(35-الاحقاف)
أما كان يجب أن تصبروا على تلك الساعة بحلوها ومرها وتتعايشوا بالمعروف بدلا من أن تقتلوا بعضكم على ثوان تافهة من السعادة وترتكبوا كل تلك المظالم وتحملوا كل تلك الأوزار على زمن مخادع لا يساوى شيئا من عمر الأبدية التى يستعدوا الان عذابا مؤبدا وبؤسا مقيما لا انقضاء له
إنها النسبية القاتلة حينما تصبح قدرا.